نحو إسلام الرسول

(1080) 6/4/2018 «يعني انتم عايزين إيه بالضبط»؟!

* عايزين «إسلام تفصيل» على مقاس «هوى كل واحد فينا»!!

# طيب ما القراءات السلفية والقرآنية والمعاصرة والتنويرية عندها كل المقاسات، مالكم ومال «إسلام الرسول»؟!

أولًا:

إنها أمة تعيش داخل منظومة «شرك» التفرق في الدين، و«استحلال» الدماء بغير حق، والتخلف العلمي والحضاري والديني، تنتظر الإمام المهدي والمسيح الموعود، ليُخرجها من الظلمات إلى النور!!

ولقد خرج إمامٌ «سني» لـ «أهل السنة» منذ قرن، ولم يقوموا من سباتهم، مع ظهور القراءات المعاصرة والتنويرية..، والإمام «الشيعي» ينتظر الخروج، والحمد لله إنه لم يخرج!!

يقولون: هذه مشيئة الله، وإن الله «لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ»!!

أقول: نعم هذه حقيقة، ولكن أين سنذهب بـ «وَهُمْ يُسْأَلُونَ» التي جاءت بعدها، وأول سؤال سيكون لرسول الله محمد في حضور المسلمين:

أأنت قلت لهؤلاء تفرّقوا في «دين الإسلام» إلى فرق ومذاهب عقدية؟!

لا شك أن إجابة رسول الله محمد ستكون كإجابة عيسى، عليهما السلام:

* «مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ – أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ – وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ – فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ – وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ»

ثانيًا:

إنها أمة تركت «العمل الصالح» وتعيش في عالم «الأفكار»، و«الأقوال»، و«القراءات»، و«المنشورات»، و«المؤلفات»، و«الفيديوهات»..، عالم ما يُسمى بـ «الفكر الإسلامي»!!

ولقد فشل المهدي «السني» في إحيائها، لأنه «سني»، وتأخر «الشيعي»، لذلك فهي تنتظر ملائكة الموت:

«.. يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ – ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ»

إنها أمة لم يعمل أفرادها على إقامة «بيوت مؤمنة» على أساس المفهوم الإيماني لـ «آية الزواج»، التي تحوّلت إلى طائفية مذهبية، فـ «السُنّي» لا ينكح «شيعية»، والشيعي لا ينكح «سُنّية»، و«حُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ»!!

وعليه، أصبحت قضية الآباء والأمهات الرئيسة أن يتزوج الأولاد، «وبعدين ربنا يسهل» ويهديهم إلى صراطه المستقيم!!

طيب يا جماعة الخير دا عقد النكاح أصلًا باطل!!

ثالثًا:

إنها أمة لا تقرأ، وإذا قرؤوا لم يُفكّروا، وإذا فكّروا لم يتدبّروا، وإذا تتدبّروا لم يعملوا، وعادوا من حيث بدؤوا يقرؤون ويكتبون وينشرون!!

أحد المتابعين لمنشورات الصفحة، قام بالتعليق على منشور الأمس، الذي تم حذفه لتحذير صاحبه أكثر من مرة بضرورة الالتزام بشروط التعليق، قال فيه:

«الأمانة تقتضي يا دكتور القول بأنك لم تقدم شيء يمكن أن يقال أنه جديد، فتحريم التدخين لست أنت أول من قال به، بل يقول به معظم فرق السلف، ولنفس العلل الذي أنت قدمتها، ومثل قولك في المحرمات قال غيرك، ووصلوا بعدد المحرمات إلى أكثر من ستمائة محرم، فما الجديد الذي جئت به، أنت لم تأت بشيء، لا بعلم ولا بدون علم»

أقول:

وبصرف النظر عن الأخطاء اللغوية، وكيفية صياغة الجمل، فلو فكر قليلًا، وتدبر ما جاء في المنشور، ما كتب هذا التعليق، لأنه يريد أن يقول:

نعم يا دكتور، أنا فعلا واحد من الذين يشملهم عنوان المنشور!!

١- أي «أمانة علمية» هذه التي اقتضت أن يقول صاحب التعليق هذا الهراء، الذي لا أساس له من الصحة، إلا إذا كانت «أمانة الإلحاد»؟!

٢- ما علاقة محمد مشتهري ومشروعه الفكري بأئمة السلف، وما إذا كان فقههم قد وافق أحكام القرآن أم خالفها؟!

إن الـ «٦٠٠ ألف» محرم التي يتحدث عنها، كلها مستنبطة من «روايات»، أنا أصلًا كافرٌ بها، «أَفَلا تَعْقِلُونَ»؟!

٣- ولن أتحدث عن قوله إن معظم فرق السلف تُحرّم التدخين لأن هذا الموضوع قُتل بحثًا، وهو لا يعلم ما يقول!!

ولكن سأضرب مثالًا واحدًا مما انفرد به مشروعي، بأدلته القرآنية، عن غيره من التوجهات السلفية، وغيرها، وهو لا يتعلق بأحكام الشريعة، وإنما بـ «أصول الملة»، وهو مسألة «نكاح الكتابيات».

ولقد حملت هذه الصفحة أَحَدَ عَشَرَ «١١» منشورًا عن «آية الزواج» تحمل البراهين «قطعية الدلالة» من كتاب الله، على تحريم نكاح غير المسلمة «المؤمنة» ولو كانت «ملك يمين» في «عصر التنزيل».

رابعًا:

يقولون:

١- لا تسمعوا لـ «محمد مشتهري»، واطعنوا في مشروعه الفكري، لأنه «خلية نايمة سلفية»، يرتدي لباس القرآن!!

٢- وبعدين بيجيب اكتئاب للناس!!

٣- لماذا لا يتحدث عن البناء «تنمية بشرية» وليس عن الهدم؟!

(أ) طبعا مسألة «خلية نايمة وصاحية» إفلاس علمي، وهوس عقلي، ومن يقولون بهذا يتفضلوا «من غير مطرود» يغادروا الصفحة، قبل أن تغادرهم، لأن منشوراتها تشهد بأنهم «كذّابون»!!

(ب) مسألة «الاكتئاب»، مسألة طبيعية، تنشأ عن صراع داخلي، بين «ما يجب أن يكون»، و«ما هو كائن»، ولا أقصد بقولي «طبيعية» أي «عادية»، وإنما تنتج عن طبيعة هذا الصراع.

وقد سبق أن بيّنت ذلك في أكثر من منشور، وزدت البيان تفصيلًا عند حديثي عن «مبادرة نحو إسلام الرسول»، وأنه لا سبيل للخروج من هذا الصراع، إلا بأن يعيش المسلمون المؤمنون في بيئة إيمانية.

ويجب الالتفات إلى هذه المسألة الخطيرة:

إن هذا الصراع هو الذي جعل القراءات المعاصرة والمستنيرة تغزو قلوب المسلمين بسرعة انتشار النار في الهشيم، لأنها:

# لا تحدثهم عن «ما يجب أن يكون»!!

# تُحِلّ لهم «ما هو كائن»، وخاصة الشهوات المحرّمة!!

# تريح قلوبهم بإسلام «جميل» على مقاس كل واحد!!

خامسًا:

أما مسألة «البناء» فإن الذي يتحدث عنها لا يعلم شيئًا عن «دين الإسلام»:

١- لقد نزل القرآن لـ «بناء» خير أمة أخرجت للناس، أمرها الله أن تخرج الناس من الظلمات إلى النور، فأين هذه الأمة؟!

٢- لقد أمر الله «المؤمنين» أن يقيموا «الشهادة على الناس»، فأين «المؤمنون»، وأين «شهادتهم» على الناس؟!

والسؤال:

هل المطلوب من «محمد مشتهري» أن يقوم بـ «البناء» في الهواء، أم على الماء، أم في الرمال المتحركة؟!

«يعني انتم عايزين إيه بالضبط»؟!

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى