نحو إسلام الرسول

(106) 7/1/2014 (السنن الإلهية)

تأتي القصص والأمثال في القرآن للعبرة:
* ففي قصة يوسف وأبيه وإخوته عبرة: “لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ”.
*وفي الأنعام عبرة: “وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً”.
*وفي هلاك فرعون عبرة: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى”.
*وفي الآيات الكونية عبرة: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ”.
*وفي انتصار المؤمنين على الكافرين عبرة: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ”.
و”العبرة” تطلق على ما يحصل به الاعتبار، وهو العبور من “المشاهد المعلوم” إلى “الغائب المجهول”، الذي بُلّغنا به ولم نراه، وحدثت فيه مواقف وسنن إلهية مطلوب منا فهمها.
وكي نفهم ما في “العبرة” من سنن إلهية، علينا تفعيل آليات التفكر، والتعقل، والتدبر، والنظر…، آليات عمل القلب، عند التعامل مع النص القرآني الحامل لهذه “العبرة”. ومت الآيات التي حثت على تفعيل آليات عمل القلب للوقوف على ما في الأمثال من “عبرة”:
– “وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ [يَتَذَكَّرُونَ]”.
– “وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ [الْعَالِمُونَ]”.
– “وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ [يَتَفَكَّرُونَ]”.
أقول هذا، لأن هناك من التوجهات الفكرية، من اختزل أصحابها نصوص “الآية القرآنية” في الاعتبار بـ “السنن الإلهية التي أخذ الله بها الكافرين الظالمين…، بقضائه وقدره…، وأن القصص والأمثال في القرآن جاءت لبيان التطبيق العملي لذلك!!
الحقيقة، إن هذه التوجهات الفكرية ما هي إلا مرآة تعكس الواقع الكافر الظالم المستبد الذي عاشته، أو مازالت تعيشه، تعكسه على نصوص الآية القرآنية” فلا ترى فيها إلا ما في هذا الواقع الكافر الظالم…، فكل مثل، وكل قصة في القرآن، تفسرها على هذا الأساس، وهم بذلك يُفرّغون آيات الذكر الحكيم من جوهرها العلمي والبياني والبلاغي…، متجاهلين أن هذا القرآن قبل أن يكون كتابا إلهيا فهو “آية قرآنية”، تحمل للناس كافة “العبرة”، لا ليأخذوا منها فقط ما يخدم توجهاتهم الفكرية، ولكن ليقيموا حياتهم وفق منظومة متكاملة، فكما يأخذون”العبرة” من هلاك الطغاة الكافرين…، عليهم أن يأخذوا “العبرة” اليوم من الأنعام: “وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً”، وما فيها من آيات وآيات. وأيضا من الآيات الكونية: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ”…، فيقيمون الحجة على العالم أجمع، أن نصوص “الآية القرآنية” جاءت ليشهد الناس أن الله “حق”، ورسوله “حق”، وكتابه “حق”.
* “سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ [الْحَقُّ] أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى