نحو إسلام الرسول

(105) 6/1/2014 (تعقيب على تعقيب بالأمس)

الأستاذmustapha baazaoui
يقول الله تعالى في سورة البقرة:
“وَلَقَدْ [عَلِمْتُمْ] الَّذِينَ [اعْتَدَوْا] مِنْكُمْ فِي [السَّبْتِ] فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ {65} فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ” {66}
ويقول الله تعالى في سورة الأعراف:
“وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ [يَعْدُونَ] فِي [السَّبْتِ] إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ [شُرَّعاً] وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ [نَبْلُوهُمْ] بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ” {163}
أولا: أنا أفهم القرآن وفق أدوات، منها “السياق القرآني”، و”اللسان العربي”…، وعلى هذا الأساس يكون سياق آية سورة الأعراف بيانا وتفصيلا لآيات سورة البقرة.
ثانيا: سياق آية سورة البقرة جاء ببيان أصل القضية: “الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ”، فالقضية ليست قضية صيد حيتان، ولا قضية عبادة في يوم السبت…، وإنما هي في الأساس قضية الاعتداء على شريعة الله، والاستهانة بأوامره.
إنه بداية بقوله تعالى في آية سورة الأعراف “إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ” وما بعدها..، هو بيان لقوله تعالى: “إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ”، لقد نهاهم الله تعالى عن الصيد يوم السبت، ففعلوا ما نهوا عنه..، هذه هي القضية!!
ثالثا: ماذا لو جاء سياق آية سورة الأعراف على النحو التالي: “إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ [….] وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ”، أي بدون كلمة [شرعا]؟! أليس المعنى واضحا؟! إذن فلابد أن يكون لوجود كلمة [شرعا] إضافة هامة لفهم السياق، على النحو الصحيح.
فإذا بحثنا في سياق الآية نجد أن الحكمة من ورود كلمة [شرعا] ظاهرة في قوله تعالى “كَذَلِكَ [نَبْلُوهُمْ] بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ”، أي أن الابتلاء كان في معنى هذه الكلمة [شرعا]، وليس في عملية الصيد نفسها، التي هي مهنتهم طوال الأسبوع.
رابعا: محصلة ما يُفهم [بإيجاز] من مراجع “اللسان العربي”، عن معنى كلمة “شرعا” هو:
{شرعت الإبل نحو الماء أي دخلت لتشرب، وهي إذا شرعها الرعاة تسابقت إلى الماء، فاكتظت وتراكمت، وربما دخلت فيه، فمثلت هيئة الحيتان [في كثرتها في الماء] بالنعم الشارعة إلى الماء، أي كناية عن كثرة ما يرد منها يوم السبت}.
أقول: وهذا هو عين ابتلاء [الأمر الإلهي] الذي فسق عنه بنو إسرائيل [كعادتهم]، فقوله تعالى: “إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ [شرعا] وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ”، أي ويوم لا يسبتون لا تأتيهم [شرعا]، وهو ما يُعرف في علم السياق بالمفهوم الضمني، وهو من بلاغة القرآن، أي تأتيهم الحيتان في هذا اليوم بالذات [المحرم فيه الصيد]، بصورة تكون فتنة لهم وابتلاء، فتركوا راحتهم وعبادتهم، في هذا اليوم، وخرجوا إلى العمل طمعا في مزيد من الصيد السهل الميسر: “كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ”؟!!

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى