بين “التأليف” و”السرقات الفكرية” و”المنهجية العشوائية”
أولًا: التأليف
يقول الله تعالى في بيان “آية السحاب”:
* “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ”
إن السحب تكون “متفرقة”، ثم تنضم إلى بعض، فتصير سحابًا كثيفًا بفضل آية “التأليف” بين أجزائها.
كذلك “التأليف” بين الأفكار، الذي لولاه ما تطورت الحضارات، وما تقدمت العلوم، فعن طريقه تتزاوج الأفكار وتتكاثر وتنمو وتتسع على مر العصور.
وأنا شخصيًا لم أصل إلى مشروعي الفكري “نحو إسلام الرسول”، الذي أدعي أنه غير مسبوق، وإلى مادته العلمية المنشورة على موقعي، إلا بعد الاطلاع على مئات الكتب، وتزاوج أفكار أصحابها بأفكاري.
إذن فأنا لست ضد “التأليف”، وإنما ضد “السرقة الفكرية”
ثانيًا: السرقة الفكرية
هي “تأليف” بين “الأفكار” دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.
وتنقسم، من حيث خطورتها، إلى:
١- سرقة تامة:
حيث ينقل “السارق” الإنتاج الفكري كاملًا وينسبه إلى نفسه.
٢- سرقة جزئية:
حيث ينقل “السارق” جزءًا متكاملًا من كتاب ويضيفه إلى كتابه.
٣- سرقة غير مباشرة:
وهذه أخطر أنواع “السرقات الفكرية”.
حيث يستولي “السارق” على “الأفكار” و”المصطلحات” ويترك النص نفسه، حتى لا ينكشف أمره، فإذا سأله سائل هذه الأفكار أفكاري، رد عليه بقوله:
أتحداك لو جئت لي بسطر أو فقرة تخصك من كتاباتي!!
والذي يكشف هذا النوع من السرقات عدم قدرة “السارق” على توظيف “المسروقات” توظيفًا متناغمًا مع أسلوبه، خاصة إذا استخدم “مصطلحات” لا يستخدمها إلا صاحبها.
مثال:
يعلم كل من يتابعون مشروعي الفكري منذ أوائل الثمانينيات، أنه لا يوجد أحد في العالم سبقني إلى ما أسميها بـ “منظومة التواصل المعرفي” التي هي المحور الأساس لمشروعي الفكري.
وفي “٢٤/ ٨/ ٢٠١٤” كتب المستشار أحمد عبده ماهر على صفحته منشورا بعنوان “يا جماعة ساعدوني”، جاء فيه:
“واعلموا جميعا بأن هناك ما يسمى بمنظومة التواصل المعرفي بين البشر، وهي التي جعلتنا جميعا نطوف والكعبة عن يسارنا، وليست عن أيماننا، ولا يشذ عنا أحد وجميعنا يعلم بأن السماء فوقنا والأرض تحتنا، لا يشذ عنا أحد، وغير ذلك كثير من المعارف المتفق عليها بيننا، وذلك فيما يسمى بمنظومة التواصل المعرفي التي تعلمنا منها الصلاة”.
وللأسف الشديد أن سعادة المستشار لم يذكر من هو صاحب فكرة هذه “المنظومة” الذي مكث سنوات في البحث والدراسة حتى وضع قواعدها وأصولها، ليهدم بها ما يسميه “أئمة السلف” بـ “التواتر العملي” المذهبي.
وقد بيّنت تفاصيل هذه المأساة في “١٦/ ٩/ ٢٠١٤” بعنوان: “الشخصنة والفتنة المنكرة 2”.
فهل أترك مثل هذه “المنكرات” ولا أكشفها للناس، فإذا بي أجد هذا المصطلح “منظومة التواصل المعرفي” يذوب يوما بعد يوم بين مؤلفات “السُرّاق”؟!
ثالثًا: المنهجية العشوائية
على هامش منشور الأمس «مصطفى الراوي لقد طفح كَيْلُكُ”
١- لقد كان “مصطفى الراوي” يعلم مسيرتي الفكرية جيدًا، وأني تربيت في بيئة دينية سلفية، ثم خلعت ثوبها وكفرت بكل الفرق والمذاهب العقدية والفقهية.
وكان أول الأصدقاء يشير عليّ إلى أهمية وجود قناة على اليوتيوب، فقال في “٢٢/ ٨/ ٢٠١٤” معلقًا على حواري مع الدكتور سيد رزق الطويل:
“أرجو من الأخوة متابعة هذا الحوار كاملا، ورجاء اطلبوه من الدكتور محمد مشتهري، ويا ريت الدكتور محمد يعمل لنا قناة على اليوتيوب، لكي يوضح لنا مفهومه هذا، حتى يفيق الناس من غفلة عبادة الشيطان”
٢- ثم إذا به يقول عني في تعليقه بالأمس:
* “الدكتور الأزهري، خريج مؤسسة الدفاع عن دين الله، والحائزة على شهادة الأيزو في الحفاظ على دين الله..”
* “لم أقرأ له أي شيء إلا بعض المنشورات والتي وجدت فيها الكثير من فكر التراث الراسخ في عقل الرجل، وأنا أصلًا أنكر التراث بالكلية”
فهل كان يوجه هذا الكلام لأتباعه، “وليس لي”، كرسالة مفادها أني “سلفي أزهري”، ليقفوا بجواره في محنته بالأمس؟!
إن الذي يقرأ ويتدبر حوار الأمس، يستطيع أن يقف على “المنهج العشوائي” الذي يُفكر به أصحاب بدعة “القرآن وكفى”، هؤلاء الذين يكفرون بـ “علوم اللغة العربية”.
إن كل ما كتبه “مصطفى الراوي” في الصلاة، والزكاة، وملك اليمين، وتعريفه للعقل ومعنى العلماء، والأسوة والقدوة، وما آتاكم الرسول…، قد تم الرد عليه في عشرات المنشورات، وقد بيّنت تهافت توجهه الفكري الديني من قواعده.
والحقيقة أني لم أشر إلى اسم “الراوي” في هذه المنشورات لعله يرجع عن إلحاده في أحكام القرآن، ويعود إلى صوابه.
٣- يقول في تعقيبه على تعليق الصديق يوسف نور:
“اللغة العربية والحوار العلمي هو لكم وليس لي، نحن عرفنا من كتاب الله أنه للناس، لكل الناس، لكل عاقل، فلا نعرف حضرتك لا أسلوب علمي، ولا أسلوب أكاديمي، نحن فقط مجرد ناس بنحاول نفهم كتاب الله، فهل هناك مانع أستاذي، هل من محتكر فتدلنا عليه لكي نأخذ منه ترخيص بالتدبر والفهم؟”
أقول:
نعم، هناك محتكر لفهم كتاب الله، يجب أن يحترمه كل مسلم عاقل، بل ويقبل يديه، لأنه الذي أخذ منه ترخيص قراءة كتاب الله.
وهو “أستاذ اللغة العربية” الذي علم الشعوب العربية المسلمة “اللغة” التي يقرؤون بها القرآن إلى يومنا هذا.
ثم تأتي بعد تعلم “القراءة” مرحلة “الفهم والتدبر”، وهذه لها أدوات يجب أن تُستنبط من ذات القرآن، وهي خمس أدوات مفصلة على موقعي وطبعًا في مقدمتها “علوم اللغة العربية”.
٤- ولأن “مصطفى الراوي” كافر بعلوم اللغة العربية، هرب من الإجابة على الأسئلة التي وجهتها إليه في منشور الأمس، وأمسك بقشة هشة مكث يكررها في كل تعليق، وهي أن آتي له بسطر واحد نقله من كتبي أو من منشوراتي!!
وقد بيّنت استحالة أن آتي له بسطر أو فقرة أو جزء من “المسروقات” لأنها سُرقت بطريقة “غير مباشرة”.
ويستطيع أي صديق، كما ذكرت في منشور الأمس، أن يقارن بين ما احتوته مقدمة كتابي “السنة النبوية حقيقة قرآنية”، وبين الخمسة منشورات الخاصة به، وهو يعرف كيف أعاد صياغة أفكاري بفكره وأسلوبه.
٥- أما عن جوهر الموضوع، والأسئلة التي وجهتها إليه، فسأكتفي بتكرار سؤال واحد عليه، وعلى كل المعجبين بمنشوراته، وهو ما ذكرته تعليقًا على منشوره الأول “رقم ٢/هـ”:
فهو يقول:
“فالمفردة هي التي تحدد معناها حسب موقعها في السياق”
وأقول:
يقول الله تعالى في سياق بيان المحرمات من الأطعمة:
“حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ…”
والسؤال:
ما معنى المفردات التالية استنادًا إلى موقعها في سياق الآية:
“الْمُنْخَنِقَةُ” – “الْمَوْقُوذَةُ” – “الْمُتَرَدِّيَةُ” – “النَّطِيحَةُ”؟!
والشرط الأساس، لمن يريد التعليق، أن يأتي تعليقه على النحو التالي:
١- معنى مفردة “الْمُنْخَنِقَةُ”:
حسب موقعها في سياق الآية كذا …
٢- معنى مفردة “الْمَوْقُوذَةُ”:
حسب موقعها في سياق الآية كذا …
وهكذا …
فإذا لم نستقبل منكم إجابة محددة على النحو السابق بيانه، إذن فهذه شهادة منكم بوفاة “القراءات الإلحادية” التي يتبعها “مصطفى الراوي” في كتابة منشوراته.
وسيحذف أي تعليق يأتي على غير البيان الذي ذكرته.
ولأنكم افتريتم على الله الكذب، وألحدتم في آياته، أنصحكم أن تعيدوا بناء إسلامكم من جديد.
واللافت للنظر، أن الذي يقرأ الحوار الذي دار مع “عاطف الحاج محمود” على هذه الصفحة، وحوار الأمس مع “مصطفى الراوي”، تصيبه الدهشة من التشابه الكبير بينهما، سواء في منهج الحوار، أو في افتعال أي سبب للهروب من جوهر الموضوع، وعدم الإجابة على الأسئلة التي وجهتها إليهما!!
والأهم من ذلك:
أن بعد هروب “عاطف الحاج محمود” من الحوار قام بإلغاء صداقتي.
وبعد هروب “مصطفى الراوي” أمس من الحوار قام بإلغاء صداقتى.
وطبعا السبب معروف!!
# وبذلك أكون قد أغلقت ملف “مصطفى الراوي”، كما أغلقت من قبله ملف “عاطف الحاج محمود”.
محمد السعيد مشتهري
Lina Baresh
Lieben Geschichte
Abdarahman Sibah
Ahmed Fathy Siam
Elycheikh Sidi Sidi
Shawky Shorbagy
Rasheed Omeiza