نحو إسلام الرسول

(1033) 7/2/2018 «لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ»

تعريف المصطلحات

# “الشاهد”:

هو الذي أدرك الحدث بسمعه وبصره وكان “شاهدًا” عليه.

# “الشهداء”:

جمع “شاهد”

# “الشهيد”:

هو الذي يؤدي “الشهادة”، أي الذي ينقل الحدث بعد معاينة وسائل إدراكه له.

# “الاستشهاد”:

طلب “الشاهد” ليدلي بـ “شهادته”.

# “الشهادة”:

الإِخْبار بما شاهَدَه المرء وعاينه بنفسه.

# “الأَشهادُ”:

هم “شهود” يوم القيامة، من الرسل والمؤمنين الذين يشهدون على أقوامهم.

# “الشهادة العلمية”:

إدراك ما حدث من خلال الأدلة والبراهين العلمية الموصلة إلى “العلم اليقيني” بموضوعه.

# “الشهادة الحضورية”:

إدراك ما حدث “حضوريًا” عن طريق وسائل الإدراك.

أولًا:

مادة “شَهِدَ”، بجميع مشتقاتها، تعني:

“العلم” – “اليقيني” – “الحضوري” – بموضوع “الشهادة”

ولقد شهد رسول الله “شهادة حضورية” على قومه، وأنه قد بلغهم الرسالة كاملة تامة:

* “لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ”

وكان على “الذين آمنوا” أن يشهدوا هذه “الشهادة الحضورية” أسوة برسول الله، وتنفيذا لأمر الله لهم:

* “وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ”

فأين شهادة “المليارين” مسلم على الناس؟!

ثانيًا:

البراهين القرآنية:

* “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً”

أي “يشهد”، بلاغًا عن الله، أنه “رسول الله”، الذي بلغ قومه الرسالة، فتدبر:

* “لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ”

ثم على “الذين آمنوا” أن يتحملوا هم أيضًا مسؤولية البلاغ عن الله “أمة واحدة”، فتدبر:

* “وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ”

وهذه هي أم الفرائض الغائبة عن حياة المسلمين، الذين يجب أن يخجلوا من أنفسهم، ويتوقفوا عن الحديث عن أي شيء في دين الله إلا عن هذه الفريضة الغائبة:

* “وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ”

ثالثًا:

انشغل المُغيّبون عن هذه “الفريضة الغائبة” بما لا يجب أن ينشغلوا به، وراحوا يُلحدون في أحكام القرآن، وفي ملة الوحدانية، ويقولون للناس إن الجمع بين شهادة أن “لا إله إلا الله”، وأن “محمًدا رسول الله”، شرك بالله تعالى.

إننا عندما نشهد أن “لا إله إلا الله” ونحن لم نر الله أصلًا، فهذه تُسمّى “شهادة علمية”، تقوم على “دلائل الوحدانية” الموصلة إلى “العلم اليقيني” بأن “لا إله إلا الله”.

وعندما نشهد أن “محمدًا رسول الله”، ونحن لم نر محمدًا أصلًا، فهذه تُسمّى “شهادة علمية”، تقوم على الإقرار بصدق “الآية القرآنية” الموصلة إلى “العلم اليقيني” بصدق “نبوة” رسول الله.

وعندما نشهد أن “لا إله الا الله محمدًا رسول الله” فهذه شهادة “علمية”، وليست “حضورية”، تقوم على البراهين الموصلة إلى العلم اليقيني بـ “الوحدانية” وفي الوقت نفسه بصدق “النبوة”.

رابعًا:

ولقد شهد “الذين آمنوا” في عصر الرسالة “شهادة حضورية” أن “محمدًا رسول الله”، وكان منهم “منافقون”، فنزل القرآن يُبيّن “كذب” الشهادة، ولا ينفي “حجيتها”، فتدبر:

* “إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ”

* “وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ”

* “وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ”

إنهم “كاذبون” لا لأن الجمع بين شهادة أن “لا إله الا الله” وأن “محمدًا رسول الله”، “شرك”، كما يدعي “الملحدون” اليوم.

وإنما بسبب “نفاق” قلوبهم، لأن الله لم يُكذّب “شهادتهم” عندما قالوا:
“نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ”

لأنهم يشهدون بالحق، وكانوا صادقين في شهادتهم “الحضورية”، والله يعلم ذلك:

“وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ”

ولكنهم “كاذبون” في شهادتهم “العلمية” القلبية.

“وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ”

لأنهم لا يعترفون أصلا بصدق “نبوة” رسول الله محمد، القائمة على “آيته القرآنية”.

إذن فشهادتهم أن “محمدًا رسول الله” حق، والله ورسوله يعلمون أن هذه الشهادة حق، وإنما الذي ليس حقًا هو “نفاقهم”.

خامسًا:

لقد انقلب “المسلمون” على أعقابهم، وورثت “الأجيال المسلمة” هذا “الانقلاب”، كلٌ حسب الفرقة التي ولد فيها.

والذين دخلوا في “دين الإسلام” من باب “الإسلام الوراثي” يشهدون أن “محمدًا رسول الله” استنادًا إلى “كتب التراث”.

وظل “الانقلاب” يسري في دمائهم، وضحكوا على أنفسهم، واعتبروا “ما يجب أن يكون” هو هذا الكائن في حياتهم!!

أما الذين دخلوا في “دين الإسلام” من باب “الآية القرآنية”، فإنهم يشهدون أن “محمدًا رسول الله” استنادًا إلى نصوص هذه “الآية القرآنية” المعاصرة لهم اليوم.

ولذلك جاءت شهادتهم “شهادة علمية معاصرة” بصدق “نبوة” رسول الله محمد، تماما كما نشهد أن الشمس ساطعة بمنظار اليوم، وليس الأمس.

لذلك ليس غريبًا أن تنتشر ظاهرة “الإلحاد” في أحكام القرآن، ويخرج علينا كل ساعة “غلمان جُهال”، لا يعلمون كيف يثبتون حجية أسمائهم “العربية”، وراحوا يتحدّثون عن حجية “القرآن العربي”!!

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى