نحو إسلام الرسول

(1023) 28/1/2018 لن يدخل الجنة من يجهل لغة القرآن العربية “5”

لم تكن هناك لغة في العالم تستطيع أن تبيّن كلماتها أصول الإيمان، وأن تُقرّب مسائل الغيب بضرب الأمثال، بهذه الطاقة الدلالية الواسعة التي تحملها “اللغة العربية”.

ولذلك اختار الله “اللغة العربية”، التي كان ينطق بها لسان قوم النبي، لتكون هي “الوعاء” الحاوي للكلمة القرآنية.

ولقد حَمّلَ الله “الذين آمنوا” مسؤولية تعليم الناس “لغة القرآن”، حتى يسهل عليهم الدخول في “دين الإسلام”، بعد الوقوف على ما حمله القرآن من “آية” دالة على صدق “نبوة” رسول الله محمد.

وكيف يدخل الناس في “دين الإسلام”، دون الإقرار بصدق “نبوة” رسول الله محمد، الأمر الذي يستلزم أن يكونوا على علم بـ “لغة القرآن العربية”، لعلهم يعقلون:

* “الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ”

* “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً”

* “لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”

وإلا كيف يتبيّن المرء أن هذا الكتاب “آية قرآنية”، وكيف يُبيّن للناس ذلك، وهو يجهل اللغة التي نزلت بها، والله تعالى يقول إن “الضلال والهدى” متوقف على معرفة المرء بهذه اللغة، فتدبر:

* “وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ”

* “لِيُبَيِّنَ لَهُمْ”

* “فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ”

* “وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”

ثم أكد الله ذلك، وبيّن أن الإيمان بكتابه الخاتم يستلزم العلم باللغة التي نزل بها، فقال تعالى:

* “كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ”

* “قُرْآناً عَرَبِيّاً”

* “لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”

إذن فـ “حجية القرآن” تقوم على حجية “اللغة العربية” التي نزل بها، فمن كفر بـ “اللغة العربية” كفر بـ “القرآن”.

وإن أول الطريق للدخول في “دين الإسلام” هو “الوحدانية”.

وإن أول الطريق إلى “الوحدانية” هو الإقرار بفعاليات أسماء الله الحسنى في هذا الكون.

ولا توجد “لغة” على وجه هذه الأرض، تستطيع أن تبيّن للناس فعاليات أسماء الله الحسنى، غير “اللغة العربية”.

ولذلك فشلت جميع محاولات ترجمة النص القرآني إلى لغات أخرى، لأنها يستحيل أن تحافظ على تماسك بنية الكلمة القرآنية ودقة معانيها، وفي مقدمة ذلك كلمة “الله”.

وبالبحث من خلال الجذر “أله” سنجد أمامنا “٢٨٥٣” موضع في هذا القرآن، يُبيّن فعاليات “الوحدانية” في هذا الكون، والتي يستحيل أن تبينها أي لغة أخرى.

إن المتكلم بـ “اللغة الإنجليزية” عليه أن يتبع ترتيبًا عند تركيب الجملة، فيأتي أولا بـ “الفاعل”، ثم “الفعل”، ثم “المفعول به”.

مثال:

عندما نريد أن نقول إن “عليًا أكل لحمًا” بـ “الإنجليزية”، فإننا نقول:

“Ali eat meat”
وليس أمامنا أي صيغة أخرى.

أما عندما نريد أن نُعبر عن ذلك بـ “اللغة العربية”، فسيكون عندنا أكثر من صيغة، بسبب ما تميزت به هذه اللغة من علامات الإعراب.
فنقول:

١- أكل زيدٌ لحمًا

٢- لحمًا أكل زيدٌ

٣- أكل لحمًا زيدٌ

وذلك لأن علامات الإعراب التي تُلحق بأواخر الكلمات هي التي تُميز “الفعل” من “الفاعل” من “المفعول به”.

وهذه قطرة من بحر علوم “اللغة العربية” التي يجب أن نقف أمامها وقفة علمية جادة، لبيان مفهوم “الوحدانية” من خلال “السياق القرآني العربي”.

وللموضوع بقية

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى