نحو إسلام الرسول

لست من القرآنيين

السيد رئيس تحرير صحيفة «المصري اليوم»
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في صحيفتكم الموقرة بتاريخ «٤ – ٦ – ٢٠٠٧»، باب «قضايا ساخنة»، بعنوان «النيابة تواصل تحقيقها في بلاغ أسر «القرآنيين» المعتقلين..» على لسان الأستاذ جمال البنا ما نصه:
«وعن تاريخ ظهور القرآنيين في مصر، قال البنا: إنهم ظهروا في النصف الأخير من القرن العشرين، أبرزهم د. أحمد صبحي منصور ود. محمد المشتهري، ود. إسماعيل منصور، ولكن المشتهري وإسماعيل منصور تواريا في الظل، بينما ظل الدكتور أحمد صبحي منصور، الذي لجأ إلي الولايات المتحدة، تاركاً بعض أفراد أسرته في القاهرة».
وحيث أن ما ورد على لسان الأستاذ جمال البنا من انتسابي لجماعة القرآنيين غير صحيح، أريد أن أوضح ما يلي:
أنني لم أكن في يوم من الأيام من القرآنيين، واعترض أصلا على أن تسمي جماعة بهذا الاسم، وذلك لقول الله تعالى: «هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ»، بل وأختلف مع فكر ومنهج القرآنيين في استنباطهم الأحكام من القرآن الكريم، فهم يعتمدون في فهم النص القرآني على ذات النص فقط، دون الاستعانة بأي أدوات من خارجه.
لذلك نرى فريقًا منهم يسجد في صلاته على «الذقن» استنادا إلى قول الله تعالى: «يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً».
وفريق يرى جواز أداء مناسك الحج في أي يوم من أيام أشهر الحج استنادا إلى قوله تعالى «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ».
وهناك من يرى أن تعدد الزوجات غير مقيد بعدد معين استنادا لقوله تعالى: «فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ».
إلى آخر ما احتوته مشاريعهم الفكرية من فهم غير صحيح لآيات الذكر الحكيم، والمنشور على شبكة الإنترنت.
وأنا أرى أن النص القرآني يستحيل فهمه بمعزل عن أدوات فهم مستنبطة من ذات القرآن، وهي:
اللسان العربي المبين ـ آيات الآفاق والأنفس ـ آليات عمل القلب «من تفكر وتعقل وتدبر…» ـ السياق القرآني ـ منظومة التواصل المعرفي.
وبهذه الأدوات أفهم قول الله تعالى «يخرون للأذقان» على أنه بيان لحالة الخضوع والخشوع التي يكون عليها العبد في صلاته، ولو كان السياق يراد به بيان أن السجود يكون «على الذقن» لقال تعالى يخرون «على الأذقان» وليس «للأذقان».
وكذلك يستحيل أن يؤدي المسلم مناسك الحج دون معرفة أسماء أشهر الحج، وهذه الأسماء ليست مذكورة في القرآن، إذن فهؤلاء الذين يرون أن الحج يكون في أي وقت من أوقات أشهر الحج لا مفر من أن يستعينوا بمصدر معرفي خارج النص القرآني لمعرفة موعد أداء هذه المناسك.
إن نفس الآية التي يستدلون بها على جواز الحج في أي وقت، تحيلهم إلى هذا المصدر المعرفي الخارجي لقول الله تعالى «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ» فكلمة «معلومات» ماذا تعني؟! ومعلومات لمن؟! وكيف وصلتنا أسماء هذه الأشهر المعلومات؟!
وكذلك لا مفر من الاستعانة بمصدر خارج النص القرآني لمعرفة المكان المسمى بـ «عرفة»، والمشار إليه في قوله تعالى: «فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ»، فالقرآن لم يبين لنا موقعه وكيف نصل إليه!!
وغير ذلك من المسائل التي جانبهم الصواب فيها من وجهة نظري.
لذلك أرجو من سيادتكم نشر هذا التصحيح في صحيفتكم الموقرة، كما أرجو أن يكون النشر في مكان يتناسب مع أهمية هذا التصحيح بالنسبة لي، خاصة وأن صحيفتكم أصبحت في مقدمة الصحف العربية الواسعة الانتشار محليا ودوليا وكذلك على شبكة الإنترنت العالمية.
القاهرة: ٤ – ٦ – ٢٠٠٧
محمد السعيد مشتهري
مدير مركز بحوث ودراسات القرآن الكريم
وقد تم نشر ما جاء في هذا البيان، في «المصري اليوم»، بتاريخ ٩ – ٦ – ٢٠٠٧، «قضايا ساخنة»، تحت عنوان:
«لست من القرآنيين، وأرفض فكرهم»
نفي الدكتور محمد السعيد مشتهري صحة ما ذكره الكاتب الإسلامي جمال البنا، ونشرته «المصري اليوم» يوم الاثنين الماضي بأنه كان من أبرز القرآنيين الذين ظهروا في النصف الأخير من القرن العشرين مع الدكتور أحمد صبحي منصور والدكتور إسماعيل منصور في أعقاب القبض علي عدد من القرآنيين والتحقيق معهم.
وقال مشتهري إنه لم يكن في يوم من الأيام من القرآنيين، وأنه يعترض أصلا علي تسمية جماعة بهذا الاسم لقوله تعالي «هو سماكم المسلمين»، موضحا أنه يختلف مع فكر ونهج القرآنيين في استنباط الأحكام من القرآن الكريم، لأنهم يعتمدون في فهم النص القرآني علي ذات النص فقط، دون الاستعانة بأي أدوات من خارجه.
وأضاف أنه يعتقد أن النص القرآني يستحيل فهمه بمعزل عن أدوات فهم مستنبطة من ذات القرآن وهي اللسان العربي المبين وآيات الآفاق والأنفس وآليات عمل القلب من تفكر وتعقل وتدبر، والسياق القرآني ومنظومة التواصل المعرفي.
وأشار إلي أن فريقا من هؤلاء القرآنيين يسجد في صلاته علي الذقن استنادا لقوله تعالي «يخرون للأذقان سجداً» كما أن فريقا منهم يري جواز أداء مناسك الحج في أي يوم من أيام أشهر الحج استنادا لقوله تعالي «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج»، كما أن فريقا آخر يري أن تعدد الزوجات غير مقيد بعدد معين استنادا لقوله تعالي «فانكحوا ما طاب لكم من النساء».
وقال إنه بهذه الأدوات يمكن فهم قوله تعالي «يخرون للأذقان» علي أنه بيان لحالة الخضوع والخشوع التي يكون عليها العبد في صلاته، وأنه لو كان السياق يراد به بيان كيفية السجود «علي الذقن» لقال تعالي «يخرون علي الأذقان».
ولفت إلي أنه يستحيل أن يؤدي المسلم مناسك الحج دون معرفة أسماء أشهر الحج، وهي ليست مذكورة في القرآن ولذلك لا مفر أمام هؤلاء من أن يستعينوا بمصدر معرفي خارج النص القرآني لمعرفة موعد أداء هذه المناسك خاصة أن الآية نفسها التي يستدلون بها علي جواز الحج في أي وقت تحيلهم إلي هذا المصدر المعرفي الخارجي لقوله تعالي «الحج أشهر معلومات».
وقد نشر الأستاذ جمال البنا في «١٣ – ٦ – ٢٠٠٧»، في «المصري اليوم»، تحت عنوان «ختام الكلام»، اعتذارًا جاء فيه:
«صديقي الكاتب الإسلامي المحقق الدكتور محمد المشتهري عاتب عليّ، لأنني أدرجته في «القرآنيين» – المصري اليوم «٤- ٦ – ٢٠٠٧»، وكتب إلي أن القرآنيين لهم آراء أخري، خلاف إنكارهم السنة هو براء منها، الحق أنني لم أكن أعرف هذه الجزئية، وبالتالي فلا يكون منهم، معذرة يا صديقي».
الفرق الأساسي بين مشروعي الفكري، والمشاريع الفكرية القرآنية، أني أقمت مشروعي الفكري على منهجية علمية تحمل أدوات لفهم القرآن مستنبطة من ذات النص القرآني، كما أشرت إلى ذلك في البيان السابق.
وهذه المنهجية العلمية، وما تحمله من أدوات، مفصلة في حلقات برنامج «نحو إسلام الرسول»، بعنوان: «المشكلة والمنهج».

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى