نحو إسلام الرسول

المذهبية التكفيرية المعاصرة(الجزء الثامن)


الحوار مع الدكتور موسى شاهين لاشين
الجزء الثامن / الفقرة الأولى
الدكتور موسى: منكر عشرة أحاديث قولية يعتبر منكرا للسنة.
الفقرة الثانية
الدكتور موسى: هناك فرق بين كافر، وبين منكر للسنة، أنا اتهمته بأنه منكر للسنة.
الشيخ يحي خالد: ما هو بعض العلماء يقول إن منكر السنة كافر!
الدكتور موسى: أنا ما قلتش كافر أو مش كافر، أنا بتكلم على منكر هذا الفعل أو غير منكر، ده منكر حديث واحد أسميه منكر للسنة، فلا غضاضة، ولا اعتذار عني، بل بيان لمعاني الأمور إلي يجب إن محمد السعيد يكون فهمها، أنا مادام مقلتش كافر وقلت منكر للسنة يفهم الفرق بين الاتنين، آدي السؤال الأول.
نأتي إلى التقرير: المفروض إن هذا التقرير يكون سرا، يعني بيعرض على اللجنة إلي بتحولو على واحد أو اتنين يقرأوه ويكتبوا تقرير، وبعدين يجي التقرير إلى اللجنة، وتقرر اللجنة رفعه إلى الجهة المختصة، إلي حصل في تقريره، الكتاب حول على أحد أعضاء اللجنة، التقرير قال يرفع إلى الجهة المختصة. إيه الخطأ في هذا؟!
الشيخ يحي خالد: هو عايز يقول إيه الحكمة إن الدكتور عبد الصبور مرزوق ممرش عليه التقرير؟!
الدكتور موسى: ما هو اللجنة ليس عليها أن ترفع التقرير لعبد الصبور، وإنما الحق أن ترفع اللجنة التقرير إلى رئيسها، ورئيسها وزير الأوقاف، ووزير الأوقاف يرفع الأمر إلى رئيسه.
الفقرة الثالثة
الشيخ يحي خالد: يحكي الشيخ القرضاوي في مذكراته المنشورة حاليا في دار الشروق عن مؤتمر ندوة التشريع الإسلامي المنعقدة في مدينة البيضاء في ليبيا عام ١٩٧٢م، فيقول: «أبو زهرة يُفجر قنبلة»، وفي هذه الندوة فجر الشيخ أبو زهرة قنبلة فقهية.
الدكتور موسى: أنا كنت أمين الندوة، فعلا الشيخ أبو زهرة قال: أرجو أن تقيلوا عثراتي إذا كنت أخطئ حينما أقول إن الرجم ليس في القرآن الكريم، ولا أقول بالرجم، يعني قال الكلام ده فعلا، أنا معرفش إن القرضاوي قاله.
الشيخ يحي خالد: فجر الشيخ أبو زهرة قنبلة فقهية هيجت عليه أعضاء المؤتمر حينما فاجأهم برأيه الجديد، وقصة ذلك أن الشيخ أبو زهرة رحمه الله وقف في المؤتمر وقال: إني كتمت رأيا فقهيا في نفسي من عشرين سنة وكنت قد بحت به للدكتور عبد العزيز عامر، واستشهد به قائلا: أليس كذلك يا دكتور عبد العزيز؟! قال: بلى.
وآن لي أن أبوح بما كتمته قبل أن ألقى الله تعالى، ويسألني: لماذا كتمت ما لديك من علم ولم تبينه للناس؟! هذا الرأي يتعلق بقضية «الرجم» للمحصن في حد الزنا فرأيي أن الرجم كان شريعة يهودية، أقرها الرسول في أول الأمر ثم نسخت بحد الجلد في سورة النور. قال الشيخ ولي على ذلك أدلة ثلاثة:
الأول: أن الله تعالى قال: «فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب». والرجم عقوبة لا تنصف، فثبت أن العذاب في الآية هو المذكور في سورة النور، «وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين».
والثاني: ما رواه البخاري في جامعه الصحيح عن عبد الله بن أوفى أنه سئل عن الرجم.. هل كان بعد سورة النور أم قبلها؟! فقال: لا أدري، فمن المحتمل جدًّا أن تكون عقوبة الرجم قبل نزول آية النور التي نسختها.
الثالث: أن الحديث الذي اعتمدوا عليه، وقالوا: إنه كان قرآنًا ثم نسخت تلاوته وبقي حكمه أمر لا يقره العقل، لماذا تنسخ التلاوة والحكم باق؟! وما قيل: إنه كان في صحيفته فجاءت الداجن وأكلتها لا يقبله منطق.
وما إن انتهى الشيخ من كلامه حتى ثار عليه أغلب الحضور، وقام من قام منهم، ورد عليه بما هو مذكور في كتب الفقه حول هذه الأدلة، ولكن الشيخ ثبت على رأيه، وقد لقيته بعد انفضاض الجلسة، وقلت له: يا مولانا، عندي رأي قريب من رأيك، ولكنه أدنى إلى القبول منه، قال: وما هو؟!
قلت: جاء في الحديث الصحيح: «البكر بالبكر: جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب: جلد مائة، ورجم بالحجارة»، قال: وماذا تأخذ من هذا الحديث؟! قلت: تعلم فضيلتك أن الحنفية قالوا في الشطر الأول من الحديث: الحد هو الجلد، أما التغريب أو النفي، فهو سياسة وتعزير، موكول إلى رأي الإمام، ولكنه ليس لازمًا في كل حال. وعلى هذا فثبت ما جاءت به الروايات من الرجم في العهد النبوي، فقد رجم يهوديين، ورجم ماعزا، ورجم الغامدية، وبعث أحد أصحابه في قضية امرأة العسيف، وقال له: اغدُ يا أنيس إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها. وكذلك ما روي أن عمر رجم من بعده، وأن عليا رجم كذلك.
ولكن الشيخ لم يوافق على رأيي هذا، وقال لي: يا يوسف، هل معقول أن محمد بن عبد الله الرحمة المهداة يرمي الناس بالحجارة حتى الموت؟! هذه شريعة يهودية، وهي أليق بقساوة اليهود.
الفقرة الرابع
الشيخ يحي خالد يستكمل القراءة من كتاب يوسف القرضاوي:
وكان رأي الشيخ الزرقا مع الجمهور، ولكنه يخالف الجمهور في تعريف «المحصن» فعندهم: أن المحصن من حصل له الزواج، وإن فارقته زوجه بطلاق أو وفاة، وبات في واقع الحال لا زوجة له، وعند الزرقا: المحصن: من له زوجة بالفعل. وهذا رأي الشيخ رشيد رضا ذكره في تفسير المنار. توقفت طويلا عند قول الشيخ أبي زهرة عن رأيه: أنه كتمه في نفسه عشرين عاما، لماذا كتمه، ولم يعلنه في درس أو محاضرة أو كتاب أو مقالة؟! لقد فعل ذلك خشية هياج العامة عليه، وتوجيه سهام التشهير والتجريح إليه، كما حدث له في هذه الندوة.
وقلت في نفسي: كم من آراء واجتهادات جديدة وجريئة تبقى حبيسة في صدور أصحابها، حتى تموت معهم، ولم يسمع بها أحد، ولم ينقلها أحد عنهم!! ولذلك حين تحدثت عن معالم وضوابط الاجتهاد المعاصر، جعلت منها: أن نفسح صدورنا للمخطئ في اجتهاده، فبهذا يحيا الاجتهاد ويزدهر، والمجتهد بشر غير معصوم، فمن حقه، بل الواجب عليه، أن يجتهد ويتحرى ويستفرغ وسعه، ولا يلزمه أن يكون الصواب معه دائمًا، وما دامت صدورنا تضيق بالرأي المخالف للجمهور، فلن ينمو الاجتهاد، ولن يؤتي ثمراته، على أن ما يحسبه بعض الناس خطأ قد يكن هو الصواب بعينه، وخصوصًا إذا تغير المكان والزمان.
ويبدو أن هذه الحملة الهائجة المائجة التي واجهها الشيخ أبو زهرة جعلته يصمت عن إبداء رأيه، فلم يسجله مكتوبًا بعد ذلك، وربما لأن الشيخ الكبير لم يعمر بعد ذلك طويلا، فقد وافته المنية بعد أشهر، عليه رحمه الله ورضوانه.
وقد رأيت الشيخ نسب هذا الرأي في كتابه «العقوبة» إلى الخوارج، واستدل لهم بما ذكره في ندوة ليبيا، وأعتقد أن ذلك كان أسبق من الندوة.
انتهى كلام الدكتور يوسف القرضاوي.
الشيخ يحي خالد: ما تعليق فضيلتك على ما سمعته؟
الدكتور موسى: أولا الشيخ أبو زهرة شيخ كبير وداعية، لكنه ليس متخصصا في الحديث، ولما تقول ده طبيب متخصص في كذا، غير ما تقول ده طبيب عام، الشيخ أبو زهرة تخصص داعية، إمام وخطيب.
الشيخ يحي خالد: رغم المؤلفات الكثيرة، يقولون فقيه عصره؟!
الدكتور موسى: فقيه يُفتي، ودي عملية الداعية.
الشيخ يحي خالد: تقصد بغير متخصص إيه بقى؟!
الدكتور موسى: غير متخصص في الحديث، وموضوعنا إلي احنا مختلفين فيه في الحديث النبوي، ومدى الاحتجاج به كسنة يحتج بها، دي لازم واحد يتخصص في الحديث النبوي، وصلاحية الاحتجاج بالحديث النبوي، وقواعد قبول الحديث النبوي.
الفقرة الخامسة
الشيخ يحي خالد: المقالة الأخيرة التي كتبها الدكتور محمد مشتهري أمس الأربعاء «٢٧ – ٦ – ٢٠٠٧م » في جريدة الدستور، نصف صفحة، يقول فيها:
الشيخ أبو زهرة اعترف آخر حياته أن رجم الزاني ليس من السنة، وأنه منسوخ بالجلد الوارد في سورة النور، ما تعليق فضيلتك على هذا الكلام، وننهي بقى إن شاء الله علشان منرهقش فضيلتك أكثر من ذلك؟
الدكتور موسى: الواقع آية «الزانية والزاني» آية ليس فيها رجم، الحديث هو الذي جاء بالرجم.
الشيخ يحي خالد: همه تعليقهم يقلك مسألة ذي دي خطيرة إزاي القرآن لا يشير إليها، ويتركها للنبي صلى الله عليه وسلم؟!
الدكتور موسى: متقلش ليه جاءت بالحديث، إلي عايزها تكون في الشرع عملها كده، لأن بعض الأحكام تجب عن طريق الرسول، وبعض الأحكام تجب عن طريق القرآن، وبعض الأحكام تجب عن طريق جبريل فقط، فآية الرجم أخذت صفة الحديث، آية الرجم المنسوخة أخذت صفة الحديث ولم تأخذ صفة القرآن.
الشيخ يحي خالد: آية الرجم المنسوخة أخذت صفة الحديث.
الدكتور موسى: آه

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى