نحو إسلام الرسول

(1826) 5/6/2021 من مقتضيات الإيمان [٤]

ذكرنا في المقال السابق، أنه لا وزن لـ «إيمان» الإنسان في الآخرة إذا لم يعمل بـ «مقتضى» هذا الإيمان:
١- فماذا لو أن الإنسان وُلد «مسلمًا»، قد فَرَضَ آباؤه عليه تدينهم المذهبي فرضًا، وعرف منهم أنه «لا إله إلا الله»، وأن رسوله اسمه «محمد»، وقلّدهم في أداء الصلاة، كما هو الحال في بيوت المسلمين جميعًا، وكبر ومات على مذهبهم العقدي والفقهي:
* فهل يدخل الجنة؟!
٢- يظن كثير من المسلمين، أن الذي وُلد من بطن سُنّية أو شيعية أو معتزلية أو إباضية، سيحمل في النهاية تأشيرة دخول «الجنة»، بعد أن يدخل «جهنم» فترة:
والحقيقة أن من دخل النار لن يخرج منها أبدا:
(أ): يقول الله تعالى مخاطبًا «الَّذِينَ آمَنُواْ»:
* «وَاتَّقُواْ النَّارَ – الَّتِي أُعِدَّتْ – لِلْكَافِرِينَ»
و«الكافرون» لن يخرجوا من النار أبدًا:
* «وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ»
* «وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا – وَلَهُمْ عَذَابٌ (مُّقِيمٌ)»
(ب): ويقول الله تعالى:
* «فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ (بِيَمِينِهِ) – فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ»
– هذا عن أهل الجنة، فماذا عن أهل جهنم؟!
* «وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ (بِشِمَالِهِ) – فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ»
فهل هناك احتمال ثالث؟!
٣- وحتى تكون من هؤلاء:
* «فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ»:
– «إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيهْ – فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ – فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ»
يجب أن تعمل بـ «مقتضيات الإيمان»، ومنها:
(أ): «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ»:
– «اتَّقُواْ اللّهَ – وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا»:
# «إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»
(ب): «وَلاَ تَهِنُوا – وَلاَ تَحْزَنُوا – وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ»:
# «إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»
فأي فرقة من الفرق الإسلامية هي المخاطبة بقول الله تعالى «وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ»؟!
(ج): «إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ – يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ – فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ»:
# «إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»
فأي فرقة من الفرق الإسلامية، هي التي فصلت نفسها عن ولائها لـ «حزب الشيطان»، وخلعت ثوب «شرك التفرق في الدين»؟!
(د): «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ»:
– «أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ – فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ»:
# «(إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ) بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ»:
– «ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً»
فأين نجد اليوم، هذا «المجتمع الإيماني»، الذي يعيش حياته وفق «ما يجب أن يكون»، وليس وفق «ما هو كائن»؟!
ثم يخرج علينا «٩٩٪» من المليارين مسلم يقولون:
إن معنى قول الله تعالى «وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ»، أي أطيعوا «المُحَدّثين» الذين نقلوا من على «ألسنة الرواة» ما نسبوه إلى رسول الله محمد، بعد وفاته بـ «قرنين من الزمن» وهم يؤمنون بأنه «وحي يوحى»:
فهل هؤلاء، عملوا بـ «مقتضيات الإيمان»، إن كانوا آمنوا أصلا؟!
(هـ): «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ»:
– «لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً»
– «مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء»
– «وَاتَّقُواْ اللّهَ»
# «إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»
فهل اتقى «الملياران مسلم» الله تعالى، ولم يتخذوا «الَّذِينَ اتَّخَذُواْ» دينهم «هُزُواً وَلَعِباً» أولياء، من أجهزة الإعلام، ومن أي ملة كانوا، وفي مقدمتهم «الملحدون» في آيات الذكر الحكيم وأحكامها؟!
(و): «فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ»:
# «إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ»
(ز): «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ»:
* «قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ»
* «فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ»
– فهل أصلح «أتباع الفرق الإسلامية» ما بينهم من خلافات عقدية وفقهية ما أنزل الله بها من سلطان:
* «وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ»:
– فأطاعوا «اللّهَ» ورسالة «رَسُوله» محمد، إن كانوا مؤمنين:
# «إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»؟!
الحقيقة: إن «٩٩٪» من «أمة رسول الله محمد» من الأخسرين أعمالًا:
* «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً»:
* «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا – وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً»
* «أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ – وَلِقَائِهِ – فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ – فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً»
– طبعا سيخرج علينا من يقولون:
إن «المليارين مسلم»، يؤمنون بالله، وبآياته، وبلقائه، وبـ «أصول الإيمان» كلها.
* أقول:
هذا صحيح، ولكنهم لم يعملوا بـ «مقتضى» إيمانهم، وأصروا على تقديس ما ورثوه عن آبائهم من «شرك التفرق في الدين»، ولذلك قال الله تعالى بعد ذلك:
* «ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ»:
* «بِمَا كَفَرُوا»
– والأهم والأخطر والتي تنطبق على ٩٩٪ من المسلمين:
* «وَاتَّخَذُوا آيَاتِي – وَرُسُلِي – هُزُواً»
ألم يتخذوا الآيات التي تُحرّم «التفرق في الدين» هُزُواً؟!
(ح): ويقول الله تعالى في سياق الحديث عن «الإفك»:
* «وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ»:
– «قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا»
– «سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ»
ـ «يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً»
# «إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»:
والسؤال:
هل الذين دوّنوا «قصة الإفك» في أمهات كتب الفرق الإسلامية، بعد أن حذر الله تعالى صحابة رسول الله محمد «أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً»، هل هؤلاء دخل «الإيمان» قلوبهم؟!
(ط): «آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ»:
– «وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ»
– «فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ»
– «وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ – وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ – وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ»:
# «إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ»؟!
هل عمل أتباع الفرق الإسلامية بـ «مقتضى» إيمانهم وأطاعوا الله في ميثاقه؟!
٤- إن كل إمام من أئمة «الفرق الإسلامية»، وكل نجم من نجوم «الإلحاد الظلامي»، وكل قرآني من القرآنيّين الكافرين بـ «لغة القرآن العربية»:
خرجوا من بطون أمهاتهم وهم يحملون شهادة «الإسلام المذهبي» المزورة، لأنها لا تحمل ختم العمل ـ «مقتضيات الإيمان»، ويدّعون أنهم «مؤمنون».
تدبروا جيدا الرابط الخاص باعتراف «الحبيب علي الجفري» بأنه «سني – أشعري – صوفي»، واعترافه بأن من الصحابة من كفروا ومن زنوا …، ولكنه لم يعترف:
– بأن الجيل الأول من الصحابة والتابعين سفكوا دماء بعضهم البعض في أحداث فتن كبرى، فرّقت «أمة رسول الله محمد» إلى فرق عقدية وفقهية منها:
– فرقة أهل السنة، والمذهب العقدي الأشعري الذي ينتمي إليه «الحبيب علي الجفري»:
– ويمكن لأي إنسان أن يعلم حقيقة هذا المذهب ومتى ظهر، عن طريق أي محرك بحث على شبكة الإنترنت، ليقف على الفرق بين «الإيمان» والعمل بـ «مقتضيات الإيمان».
محمد السعيد مشتهري
الروابط:
١- الجفري يدافع عن مذهبه السني الأشعري الصوفي.
٢- أزمة الأزهري – الجفري – البحيري
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى