نحو إسلام الرسول

(1767) 9/4/2021 على هامش مقال «نموذج من الغباء الشحروري»

إن الناظر في التعليقات التي وردت على هذا الموضوع سيجد عددها «٥٧» تعليق ليس من بينهم رد علمي على ما ورد في المقال، وكلها غاضبة من «لعن شحرور» فقط لا غير.
فإذا نظرنا إلى التعليقات التي وردت على الموضوع الذي استحق شحرور عليه لعنة الله، بعنوان:
«عندما يخرج الشحروريّون من جحورهم»
والذي حمل رابط الفيديو الذي أحل فيه شحرور «الزنى»، والحوار الذي أفتى فيه بجواز معاشرة أي امرأة «غير متزوجة» لمدة ثلاث ليال، لم نجد أي تعليق.
فماذا يعني هذا؟!
يعني أن «شحرور» لم يترك وراءه غير كتب ستكون وقودًا في جهنم، ومجموعة من «الببغاوات» تردد ما لا تعلمه ولا تفهمه.
يقولون إن «محمد مشتهري» يفتري الكذب على «شحرور» ويقول إنه أحل «الزنى» والرجل لم يحل «الزنى» بدليل ما قاله في الفيديو المرفق رابطه.
* أقول:
تعالوا نتعرف على ما قاله «شحرور» في الفيديو المرفق:
١- المذيع:
يُقال إن الدكتور محمد شحرور يُبيح «الزنى» لغير المتزوجين، فهل هذا الكلام صحيح؟!
* شحرور:
إطلاقًا، هذا افتراء.
* أقول:
هذا ما قاله «شحرور» نصًا في الفيديو الذي أرفقته بمقال:
«عندما يخرج الشحروريّون من جحورهم»
* عمرو أديب:
يعني ملك اليمين هو: إذا توافق رجل وامرأة على علاقة جنسية؟!
* شحرور: إذا كانت المرأة «غير متزوجة».
* عمرو أديب: حلال؟!
* شحرور: طبعا – طبعا – طبعا – طبعا.
* خالد الجندي: بأجر أم بغير أجر؟!
* شحرور: هذا حسب «الاتفاق» بينهما.
* خالد الجندي: طيب لو حصل «حمل» من الزنا؟!
* شحرور: هذا «ذنبها»، هيه وافقت على هذا؟!
والسؤال:
لماذا كذب «شحرور»، في الفيديو المرفق بهذا المقال، وقال إنه لم يقل بإباحة «الزنى» لغير المتزوجين؟!
والجواب:
لأنه يعلم أن الذين يتبعونه يقولون سمعنا وأطعنا، دون أدنى درجات التفكير، وبرهان ذلك ما يلي:
٢- لقد بدأ شحرور، حسب منهجيته الهرمنيوطيقية، وكعادته في استغفال قلوب الذين يتبعونه، بأن يتفرع إلى قضايا يشغل بها أذهان الناس لينسوا إجابته على أصل السؤال الذي هو:
هل أباح «الزنى» لغير المتزوجين؟!
فذهب يتحدث عن الآيات المحكمات والآيات المتشابهات، وقال إن المحرمات كلها وردت في آيات محكمات، وأن الحرام شمولي أبدي، وأن «الفواحش» محرّمة وتتعلق كلها بـ «الزنى»، وعددها ست:
(أ): الجنس العلني بأربعة شهداء:
* أقول:
من أين جاء «شحرور» بأن تعريف «فاحشة الزنى» هو «الجنس العلني»؟!
لا يوجد في القرآن ولا في معاجم اللغة، دليل واحد على هذا الإلحاد الشحروري، فإذا ذهبنا إلى معجم «مقاييس اللغة» الذي هو المرجع الرئيس لـ «شحرور»، نجد «ابن فارس» يقول في تعريف الفاحشة:
«الفاء والحاء والشين كلمة تدّل على قبح في شيء وشناعة … وأفْحَش الرجل، قال الفُحش، والفاحش البخيل …»، وسأتوقف عند الفاحش: البخيل، فالله تعالى يقول في سياق بيان شروط إنفاق أموال الصدقات:
* «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ… وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ… الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ..»
فـ «الفحشاء»، التي هي من مشتقات فحش، تعني «البخل»، بقرينة «وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ»، بمعنى أن المؤمن إذا أراد أن ينفق «الطيب» يأتي الشيطان ويجعله ينفق «الخبيث» بدعوى أنه لو أنفق «الطيب» أصبح فقيرًا.
فكيف يقول الشيخ المفتي «شحرور» إن «الفواحش» كلها تتعلق بـ «العلاقات الجنسية» فقط؟!
أما عن قول الله تعالى:
* «وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ – ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ – فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً – وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً – وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»
فهذه الآية تتحدث عن «قذف المحصنات» وليس عن «تعريف الزنى»، وعن شرط إسقاط عقوبة القذف «الإتيان بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ» وليس عن «الجنس العلني»، وإنما عن حماية نساء المسلمين وصيانة أعراضهم من الإفك.
والسؤال:
لو أن رجلًا شك في امرأته وقال لها إنه مسافر، واتفق مع من أخبره بسلوكها المنحرف أن يبلغه بمجرد دخول عشيقها الشقة، وجاء الرجل ومعه الشرطة وفتح باب الشقة بهدوء ودخلوا غرفة النوم ووجدوا المرأة مع عشيقها في حالة تلبس:
هل تعاقب بـ «الجلد» لقول الله تعالى قطعي الدلالة:
* «الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي – فَاجْلِدُوا – كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا – مِئَةَ جَلْدَةٍ»
أم سيعفو القاضي عنها لأن «فاحشة الزنى» حدثت في شقة مغلقة، بصرف النظر عن رؤية زوجها ومعه رجال الشرطة لها وهي وعشيقها في خالة تلبس؟!
ثم ماذا لو أن الزوج قام بتركيب كاميرات مراقبة في الشقة، وصوّر امرأته وهي ترتكب مع عشيقها «فاحشة الزنى»، بعيدا عن أعين الناس، فحسب الإلحاد الشحروري لا يستحقان «الجلد» لأنهما لم يرتكبا الفاحشة في الحديقة أمام الناس كالحيوانات.
إن «فاحشة الزنا» يعلمها الحيوانات قبل الإنس والجن، ولكن عند «شحرور» لا تطلق إلا إذا حدثت «علنًا» في عالم الحيوان، أما إذا حدثت في الخفاء فلا يطلق عليها «فاحشة زنى» ولكن بشرط أن تكون المرأة «الزانية» غير متزوجة.
(ب): نكاح المحارم:
عندما حرّم الله نكاح «امرأة الأب»، ذكر أن ذلك «فاحشة» فقال تعالى:
* «وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ – إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ – إِنَّهُ كَانَ (فَاحِشَةً) وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً»
ولم ينص الله صراحة في الآية «النساء / ٢٣»، على أن «نكاح المحارم» من الفواحش.
# فيسقط «نكاح المحارم» من أنواع الفواحش الشحرورية الستة.
ولا يصح قياس «الآية ٢٣» على ما قبلها، لأنها تشريعٌ مستقلٌ بذاته بدأ بجملة «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ».
(ج): نكاح المتزوجة:
وعندما حرّم الله «نكاح المتزوجة» فقال تعالى «النساء / ٢٤»:
* «وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»
لم ترد كلمة «فاحشة» في هذا السياق، بل وأحل الله نكاح «المرأة المتزوجة» التي جاءت مهاجرة دون أن يُطلقها زوجها الكافر، فتدبر «الممتحنة / ١٠»:
* «وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ – أَنْ تَنكِحُوهُنَّ – إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ»
# فيسقط «نكاح المتزوجة» من أنواع الفواحش الشحرورية الستة.
(د): الجنس الجماعي «السفاح»:
إن الآيات الأربع التي ورد فيها «السفاح» لم تذكر كلمة «فاحشة».
# فيسقط «الجنس الجماعي» من أنواع الفواحش الشحرورية الستة.
(هـ): اتخاذ الأخدان:
لقد وردت كلمة «أخدان» في موضعين من كتاب الله:
الأول: يتعلق بالشروط الواجب توافرها في «ملك اليمين» التي يريد المؤمن أن ينكحها:
* «مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ … وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ..»
والثاني: يتعلق بالشروط الواجب توافرها في الرجل الذي يريد أن ينكح «حرة»:
* «إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ..»
وفي الآيتين لم ترد كلمة «فاحشة» متعلقة باتخاذ «الأخدان».
# فيسقط «اتخاذ الأخدان» من أنواع الفواحش الشحرورية الستة.
(و): المثلية:
إذا كان «شحرور» يقصد:
– ما يطلق عليه «السحاق»، استنادا إلى قوله تعالى «النساء / ١٥»:
* «واللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ – فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ – فَإِن شَهِدُواْ – فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ – أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً»
وما يُطلق عليه «إتيان الرجال» استنادا إلى قوله تعالى «النساء / ١٦»:
* «وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ – فَآذُوهُمَا – فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا – فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا – إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً»
إذن تصبح أنواع الفواحش، حسب السياق القرآني:
# «الزنى – المثلية»: فقط لا غير.
٣- تعريف «الزنى الشحروري»:
– المذيع: يعني «الزنى» هو «المحرم» الذي أتاح الله للدولة أن تقيم العقاب عليه.
– شحرور: نعم، هذا هو تعريف «الزنى»:
– هو الفاحشة العلنية، التي يُقام عليها الحد، عن طريق الدولة:
* «الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي – فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا – مِئَةَ جَلْدَةٍ»
* أقول:
منذ إنشاء هذه الصفحة، وإلى اليوم، وأنا لا أعلم حقيقة «الملة» التي يتبعها «الشحروريّون».
محمد السعيد مشتهري
* رابط الفيديو الذي فهم منه «الببغاوات الشحرورية» أنه لم يحل «الزنى»:
أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى