نحو إسلام الرسول

(1197) 14/11/2018 وماذا بعد إسقاط «القامات الفضائية» بقذائف «الحق البيانية»؟!

تعالوا نتعلم كيف «نستنبط الأحكام» من «السياق القرآني»:

«وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ»؟!

أولًا:

أتعجب كل العجب، من أقوام يشغلون أنفسهم، ويشغلون الناس، بموضوعات تُخيّل لهم أحلامهم أنها من «دين الإسلام»، وما هي من «دين الإسلام» في شيء.

فما علاقة «دين الإسلام» بـ «الملحدين» في أحكام القرآن؟!

مثال:

١ـ الإلحاد في «هيئة الصلاة» التي أمر الله «المؤمنين» بإقامتها، وقد حملت «منظومة التواصل المعرفي» أركان هذه الهيئة، ومواقيت الصلوات، وعددها، وعدد ركعات كل صلاة.

دون أي تحريف أو تبديل في أصولها التي قامت عليها منذ عصر الرسالة وإلى يومنا هذا بشهادة أتباع جميع الفرق الإسلامية؟!

٢- الإلحاد في «لباس المرأة المؤمنة» الذي بيّن الله مواصفاته بدلالة قطعية كان يعلمها المؤمنون أهل اللسان العربي من قبل نزول القرآن؟!

٣- الإلحاد في كلمة «الخبائث» التي نص الله على حرمتها بدلالة قطعية لا شبهة فيها، ومنها هذا «الدخان» الذي يُدخنه المسلمون بكامل إرادتهم، وعلبة «السجائر» تنطق وتقول لهم:

احذروا: إنها من «الخبائث»؟!

٤- الإلحاد في معنى «الإيمان بالله» الذي لا ينفصل مطلقا عن الإيمان بـ «الرسل» و«الكتب» التي أنزلها الله، فتدبر:

* «وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً»

والسؤال:

لماذا يُصر «الضَالّون المُضِلّون» على اتباع قراءات قرآنية معاصرة لا تأخذ التابعين لها إلا إلى طريق جهنم وبئس المصير؟!

٥- فهل هناك، على مر الرسالات الإلهية من دخل «دين الإسلام» من باب العمل بـ «الأحكام» التي حملتها هذه الرسالات؟!

أم كان الدخول في «دين الإسلام» من باب «الوحدانية»، والإقرار بصدق «الآية الإلهية» التي أيد الله بها الرسل، ثم الالتزام بـ «الأحكام» التي حملتها نصوص هذه «الآية الإلهية»؟!

٦- لذلك أدعوا الملحدين في أحكام القرآن إلى تدبّر هذا المنشور جيدًا، ليعلموا أين هم من «الفهم الواعي» لمعنى «الإيمان بالله» في قوله تعالى:

* «مَنْ آمَنَ بِاللّهِ – وَالْيَوْمِ الآخِرِ – وعَمِلَ صَالِحًا»

ثانيًا:

تعالوا ننتقل إلى مسرح الأحداث، ونعيش مع رسول الله محمد، لنقف بأنفسنا على أحداث عصر التنزيل، من خلال هذا البث المباشر لـ «الآيات ١٧٦- ١٨٨» من سورة آل عمران.

يقول الله تعالى «الآية ١٧٦/ آل عمران»:

* «وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ»

* «إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً – يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ – وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»

والسؤال:

من هم الذين كانوا «يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ» في عصر التنزيل؟!

الإجابة:

هم «المنافقون واليهود والنصارى والمشركون»

هؤلاء الذين أشار الله إليهم في سورة آل عمران، ثم جاءت سورة المائدة «الآيات ٤١-٥١» وبيّنت أنهم «اليهود والنصارى» الذين بشّرت كتبهم ببعثة رسول الله محمد ومع ذلك كفروا به.

لقد بدأت «الآية ١٧٦ / آل عمران» بقوله تعالى:

«وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ»

كما بدأت «الآية ٤١/ المائدة» أيضا بقوله تعالى:

* «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ»

ولقد بيّنت هذه الآية من هم «الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ»:

١- «المنافقون»، فقال تعالى:

* «مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ»

وهذه الآية ترد على الملحدين «الشحروريّين» الذين حرّفوا أصول الإيمان فجعلوا:

– «الإسلام» الذي هو: التسليم والعمل بأحكام القرآن.

– قبل «الإيمان» الذي هو: إقرار القلب بأصول الإيمان، «وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ»، التي يقوم عليها العمل بأحكام القرآن قبل إقرار اللسان «آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ».

٢- «الذين هادوا»، فقال تعالى:

* «وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ …»

ثالثًا:

سنتوقف قليلا عند آيات سورة المائدة، ثم بعدها نستكمل حديثنا عن آيات سورة آل عمران، ونسأل:

١- ما الفرق بين:

– «الَّذِينَ هِادُواْ» الوارد ذكرهم في «الآية ٤١/ المائدة»

– «الَّذِينَ هِادُواْ» الوارد ذكرهم في «الآية ٦٢/ البقرة»:

* «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ …»؟!

وهل الفرق في أن ما ورد في «الآية ٤١/ المائدة» يتعلق:

بـ «الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ»

أما ما ورد في «الآية ٦٢/ البقرة» فيتعلق:

بـ «الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الإِيمَانِ» برسول الله محمد، مع كفرهم بكتابه والعمل بأحكامه؟!

٢- وإذا كان الله سيدخل «الَّذِينَ هَادُواْ»، الوارد ذكرهم في «الآية ٤١/ المائدة» جهنم، بسبب عدم إيمانهم برسوله محمد، وعدم اتباع كتابه.

فهل يُعقل أن يُدخل الله «الَّذِينَ هَادُواْ»، الوارد ذكرهم في «الآية ٦٢/ البقرة» الجنة، بسبب إيمانهم بالله فقط، دون الإيمان بكتابه والعمل بأحكامه؟!

٣- ثم يقول الله تعالى بعدها في وصف «الَّذِينَ هِادُواْ»:

* «سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ – سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ»

أي يهتمون بسماع الكذب الذي كان متداولًا بين أتباع الملل الكافرة في حق الله تعالى وفي حق رسوله محمد، سواء كان من قوم النبي أو من قوم آخرين.

هذا الكذب الذي كان يحمل تحريفًا لـ «كلام الله» الذي أنزله على رسوله محمد، لخدمة أهوائهم، وبما يتمشى من نصوص التوراة المحرفة، لذلك قال تعالى بعدها:

* «يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ – يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ – وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ»

٤- لقد قلت إن هذه الأوصاف ترجع إلى «الَّذِينَ هِادُواْ» وليس إلى «المنافقين»، لأن الله ذكرهم صراحة في سورة النساء «الآية ٤٦» فقال تعالى:

«…مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ…»

والمعنى:

إن «أُوتِيتُمْ» من القرآن ما يوافق ما ورد في التوراة فخذوه وانشروه، وقولوا للناس إن القرآن نزل بما يوافق التوراة!!

وإن «أُوتِيتُمْ» خلاف ذلك، فاحذروا نشره بين الناس، لأن ذلك سيفتح باب الطعن في التوراة.

٥- ولقد خُتمت الآية ببيان حكم الله في هؤلاء الكافرين، فقال تعالى:

* «وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ – فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً»

* «أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ – لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ – وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ»

إذن فـ «الَّذِينَ هِادُواْ» الوارد ذكرهم في «الآية ٤١/ المائدة»، كفروا بالله وبرسوله وبكتابه القرآن، وادعوا «الإيمان بالله» ولم يثبتوا صدق هذا الادعاء بالعمل بمقتضيات إيمانهم، وفي مقدمتها «الإيمان» بالرسول والعمل بكتابه كما سبق بيانه.

* علما بأن «المنافقين» موجودون في جميع الملل، والذين دخلوا منهم «دين الإسلام» واتبعوا رسول الله محمدًا، كان ذلك بهدف هدم هذا الدين من داخله.

رابعًا:

ثم أضاف الله إلى صفات «الَّذِينَ هَادُواْ» صفات أخرى، فقال تعالى «الآية ٤٢/ المائدة»:

* «سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ – أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ – فَإِن جَاؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم – أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ – وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً – وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ – إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»

١- والذي يثبت أن الذين ذهبوا إلى الرسول ليحكم بينهم كان هدفهم أن يأتي حكمه موافقًا لما في التوراة، هو قوله تعالى:

* «وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً»

أي إذا رأيت يا محمد أن تحكم بينهم «فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ»، أي بحكم القرآن، كما بيّن الله ذلك بقوله تعالى «الآية ٤٩»:

* «وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ – وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ – وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ»

* «فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ – وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ»

ودلالات الآية قطعية، لا لبس فيها ولا شبهة:

أن الحكم بين الناس لا يكون إلا بما أنزله الله في القرآن.

فهل كان في عصر التنزيل «كتاب إلهي» غير القرآن، أحال الله «اليهود والنصارى» إليه ليحكم بينهم؟!

طبعا يستحيل هذا، لوجود أكثر من آية تشهد بتحريف «اليهود والنصارى» لكتبهم «التوراة والإنجيل».

٢- أما عن قوله تعالى «الآية ٤٣/ المائدة»:

* «وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ – وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ – ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ – وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ»

فإن مفتاح فهم هذه الآية هو جملة:

* «ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ»

وقد سبق بيان ذلك عند الحديث عن الآية:

* «يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ – يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ – وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ»

ولذلك ختم الله «الآية ٤٣/ المائدة»، بقوله تعالى:

* «وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ»

وعندما يُحذف متعلق «الإيمان» ونسأل: «مُؤْمِنِينَ بماذا»، يصبح المقصود «وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ» بالقرآن، ولا بجميع الكتب الإلهية السابقة، ولا بجميع الرسل.

خامسًا:

وهذا ما أكده الله بعد ذلك بقوله تعالى «الآية ٤٤»:

* «إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ»

* «بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء»

* «فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ – وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً»

* «وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ»

١- وهذه الآية خير برهان على أن أهل التوراة حرّفوا كتابهم، إلا ما حفظه الله ليكون حجة عليهم يوم بعثة رسوله محمد.

والبرهان هو قوله تعالى:

* «بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء»

ذلك أن «الاستحفاظ» طلب الحفظ، ولقد طلب الله من أهل التوراة أن يحفظوا كتابهم، فلم يحفظوه، واشتروا به ثمنًا قليلًا بكتمانهم ما فيه من بشارة بعثة رسول الله محمد.

وهذا هو الفرق الجوهري بين:

– «حفظ الله» لكتابه الخاتم، الذي حمل «الآية القرآنية العقلية» الدالة على صدق «نبوة» رسوله محمد.

– و«حفظ البشر» لكتبهم، كحفظ نسخ التوراة والأناجيل وكتب مرويات الفرق الإسلامية المختلفة التي آتاها الباطل كلها.

٢- ولقد حرّف أهل الإنجيل كتابهم، فقال تعالى «الآية ٤٧»:

* «وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ – وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»

ومن قبله قال تعالى «الآية ٤٥»:

* «وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ»

فـ «الكفر»، و«الظلم»، و«الفسق»، صفات للقلوب التي اتخذت إلهها هواها على مر الرسالات.

* فأين «التوراة» التي أُنزلت على موسى، عليه السلام؟!

– كلها روايات!!

* وأين «الإنجيل» الذي أُنزل على عيسى، عليه السلام؟!

– كلها روايات!!

* وأين «الأحاديث» التي يدعي المسلمون أنها أُنزلت على رسول الله محمد؟!

– كلها روايات!!

وللموضوع بقية

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى